طغى موضوع العولمة وتداعياتها الدولية على الأدبيات الاقتصادية منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي. وكان انعكاس علاقاتها من انفتاح الأسواق والاهتمامات البيئية وثورة الاتصالات وغيرها على الدول والقطاعات وعلاقات السياسة والاقتصاد محوراً للأبحاث والمبادرات والاتفاقات العالمية والإقليمية وعنواناً للإصلاحات الاقتصادية في العديد من دول العالم. ولم تكن علاقات الطاقة وخصوصاً النفط بمنأى عن تلك الاهتمامات. وتركز الجدل والأبحاث إجمالاً حول تكامل أسواق النفط المالية والفعلية، وتأثير اتفاقات التغير المناخي واتفاقات منظمة التجارة العالمية على إنتاج وتسويق النفط، وفتح المجال للاستثمار الأجنبي في قطاع إنتاجه في الدول التي كانت قد أممته، أو حتى جدوى تكتل أوبك في ظل العولمة. ومع أن جانباً من ذلك الجدل أو الاهتمام قد حُسم بشكل أو بآخر، إلا أن السنوات الأخيرة أفرزت إما تراجعاً أو بطئاً أو تغيّراً في بعض مسارات العولمة وعلاقاتها بالاقتصاد وكذلك الطاقة، هذا على الرغم من استمرار بل وتسارع التطورات التقنية والعلمية وثورة الاتصالات والمعلومات ودخولها عصراً جديداً واتخاذها أبعاداً أعمق.